(ب) وقد وردت أحاديث يُفْهَمُ منها قيام خلافة راشدة قبل خروج المهدي:
١ - منها ما رواه عبد الله بنُ حَوَالَة الأزديّ -رضي الله عنه- قال: بَعَثَنا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- حول المدينة على أقدامنا لنغنم، فرجَعنا ولم نغنم شيئًا، وعَرَفَ الجَهْدَ في وجوهنا، فقام فينا فقال:"اللهم لا تكِلهُم إليَّ فأضعُفَ، ولا تكِلهُم إلى أنفسهم فيعجِزوا عنها، ولا تكِلهُم إلى الناس فيستأثِروا عليهم"، ثم قال:"ليُفْتَحَنَّ لكم الشَّامُ والرُّوم وفارس -أو الروم وفارس- حتى يكون لأحدكم من الإبل كذا وكذا، ومن البقر كذا وكذا، ومن الغنم، حتى يُعْطى أَحَدُهُم مئةَ دينارٍ فيَسْخَطُها". ثم وضع يده على رأسي -أو هامتي- فقال:"يَا بْنَ حَوَالَةَ، إِذَا رَأَيْتَ الْخِلَافَةَ قَدْ نَزَلَت الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ فَقَدْ دَنَتِ الزَّلَازِلُ وَالْبَلَايَا وَالْأمُورُ الْعِظَامُ، وَالسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ إلى النَّاسِ مِنْ يَدِي هَذه مِنْ رَأْسِكَ"(١).
(١) أخرجه الإمام أحمد رقم (٢٢٤٨٧) (٣٧/ ١٥١)، والبخاري في "تاريخه" (٨/ ٤٣٦، ٤٣٧)، وأبو داود (٢٥٣٥)، والحاكم (٤/ ٤٢٥) , وأبو يعلى (٦٨٦٧)، والطحاوي في "مشكِل الاثار" (١١١٤)، وأبو نعيم في "الحلية" (٣/ ٤,٣) وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" رقم (٢٢١٠).