للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال: "ويحتمل أن يكون المراد بالأزمنة المذكورة أزمنة الصحابة بناء على أنهم هم المخاطَبون بذلك فيختص بهم، فأما من بعدهم فلم يُقصد في الخبر المذكور، لكن الصحابي فهم التعميم، فلذلك أجاب من شكا إليه الحجاج بذلك، وأمرهم بالصبر، وهم أو جلهم من التابعين، واستدل ابن حبان في (صحيحه) بأن حديث أنس ليس على عمومه بالأحاديث الواردة في المهدي، وأنه يملأ الأرض عدلًا بعد أن ملئت جورًا (١).

ثالثًا: جواب العلامة ناصر الدين الألباني -رحمه الله تعالى-:

قال -رحمه الله تعالى- معلقًا على حديث أنس -رضي الله عنه-: "هذا الحديثُ ينبغي أن يُفْهَمَ على ضوء الأحاديث التي تُبَشِّرُ بأن المستقبلَ للإسلام، وغيرها، مثل أحاديث المهدي، ونزول عيسى عليه السلام؛ فإنها تدل على أن هذا الحديثَ ليس على عمومه، بل هو من العام المخصوص؛ فلا يجوز إفهام الناس أنه على عمومه، فيقعوا في اليأس الذي لا يصح أن يتصف به المؤمن: {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (٨٧)} [يوسف: ٨٧] ". اهـ (٢).


(١) "فتح الباري" (١٣/ ٢١)، وانظره أيضًا: (٧/ ٦، ٧).
(٢) "سلسلة الأحاديث الصحيحة"، المجلد الأول، ص (١٠).

<<  <   >  >>