للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فمنهم من يقول: فلننتظر على أمل أن تخرب الدنيا، وتقع حرب نووية شاملة تدمر معظم البشرية، وتقضي على كل أنواع الأسلحة المتطورة، وعندها يشير إلينا التاريخ برأسه: "أن هلموا! قد جاء دوركم"، إن هذا ليس رجاءً محمودًا، ولكنه "اليأس" الْمُقَنَّعُ.

ومن هؤلاء من يستبشر بانهيار المذاهب الملحدة؛ كالشيوعية، وإفلاس الرأسمالية، وتهافت الأديان الوثنية والْمُحَرَّفَة، ويحسب أن هذا وحده يعني انتصار الإسلام، كلا؛ إن هذا لا يعني التمكين للإسلام، حتى يعود المسلمون إلى دينهم، ويثوبوا إلى ربهم، ويؤدوا واجبهم في إبلاغ الإسلام إلى البشرية، ويبذلوا الجهد في النهوض من كبوتهم.

ومنهم من يترقب حصول خوارق عادات يترتب عليها التمكين لدين الله في الأرض، وهؤلاء يتناسون سُنة الله في الذين خلوا من قبلُ، وأن الابتلاء حتمي قبل التمكين؛ كما قال تعالى: {وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ} [محمد: ٤]، وقال -عزَّ وجلَّ-: {الم (١)


= ما لا يتم الواجب المطلق إلا به، فهو واجب. وقد ورد أن الصحابة استعملوا المنجنيق مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة خيبر وغيرها. وكل الصناعات التي عليها مدار المعيشة من فروض الكفاية؛ كصناعات آلات القتال.
وقوله تعالى: {وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ} رباط الخيل: حبسها واقتناؤها. ورَابَطَ الجيشُ: أقام في الثغر. والغرض من هذه المرابطة يُبَيِّنه قوله تعالى: {تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}، ولن نرهب أعداء الله بالخيل إذا كانوا يواجهوننا بالطائرات والصواربخ والمدرعات.
وجملة القول: إن قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ألا ان القوة الرمي" ينسف أباطيلهم كلها، ولا يُبقي لها أثرًا). اهـ. بطوله من "الحكم بما أنزل الله وأهل الغلو" (ص ٢٦٥ - ٢٦٨). وتجدر الإشارة إلى أن المؤلف دَوَّنَ في هذا الكتاب -بأمانة وموضوعية- ما كاد يندثر من وثائق تلك الجماعة وأخبارها.

<<  <   >  >>