للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالطائفة المنصورة لا بد أن يكون منهجها موافقًا لمنهاج النبوة؛ الذي هو منهج السلف الصالح، والرعيل الأول القائم على الاتِّبَاعِ، وتَرك الابتداع؛ لأنه هو المنهج الوحيد الصحيح القادر على إعادة الخلافة في الأرض، وهي مع ذلك تحتاج رجالًا أولي عزم وتقى، يقوم على أكتافهم هذا البعث الجديد، فلا بد من تربيتهم على الكتاب والسنة، ولا بد من علاج هذا الواقع الأليم الذي يعاني منه المسلمون في كل مجال في ضوء شريعة الله المصفاة من كل دخيل من الآراء، والأهواء، والبدع فعاد الأمر إلى كلمتين: "التصفية، والتربية".

(د) والزمان هو السِّفر المنظور الشارح لكتاب الله المسطور؛ آيات سورة الإسراء تُبَيِّن أنه لا بد من جولة قادمة بين المسلمين واليهود، وقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلمِ- قال: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: (١):


(١) القاعدة عند أهل السنة والجماعة أنهم يُجرون نصوص الكتاب والسنة على ظاهرها -أي: معناها الذي يتبادر إلى الذهن منها- معتقدين أنه هو الحق الذي يوافق مراد الله تعالى، ومرادَ رسوله صلى الله عليه وسلم، لا سيما فيما ليس للرأي فيه مجال؛ كنصوص الصفات، والمعاد، وغيرها من أمور الغيب.
قال الشافعي -رحمه الله تعالى-:
"آمنت بالله، وبما جاء عن الله، على مراد الله، وآمنت برسول الله، وما جاء عن رسول الله، على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ". اهـ. من "مجموع الفتاوى" (٣٥٤/ ٦). فنُطق الحجر والشجر هنا حقيقة لا مجاز، ولهذا نظائر في السنة، انظرها في: "عبودية الكائنات" للشيخ فريد بن إسماعيل التوني، ط. دار الضياء- (١٤١٣ هـ-١٩٩٢ م)، فقد أبدع فيه، وأجاد.

<<  <   >  >>