لقد شاع في السنوات الأخيرة ظاهرة الإلحاح في محاولة المطابقة بين النصوص الواردة في أحداث آخر الزمان وبين الوقائع المعاصرة والمتوقعة، وقذفت المطابع بعشرات الكتب، وعشرات النشرات، والمقالات، والأشرطة، فيها خَوضٌ في "أشراط الساعة"، مرة بحق ومرات بالظن، والقول على الله بغير علم، واختلط الحق بالباطل، والتبست الأمور على الجمهور حتى صار المناخ مهيًا لتفريخ مهدي موهوم، أو مسيحٍ كذاب، أو منقذ دجَّال، وفيما يلي نحاول رصد بعض أسباب تلك الظاهرة:
السَّبَبُ الْأَوَّلُ:
شيوعُ الفتن، وظهورُ المنكرات، وَتَحَقُّقُ كثير من أشراط الساعة الصغرى.
[السبب الثاني]
ذَهاب العلماء، وقعود المتأهلين عن التحمل والبلاغ، وبالتالي غياب أو ضعف المرجعية الشرعية التي يفزع الناس إليها -لا إلى غيرها- في النوازل بحثًا عمن يضبط لهم الأمور، إعمالا، لقوله تعالى:{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}[النساء: ٨٣]، وقوله تعالى:{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}[النحل: ٤٣].