للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عَوْدٌ إلى خرافة المخطوطات

لقد ادَّعى "السندباد المصري" اطلاعه على إحدى المخطوطات الإسلامية (١) الموجودة في دار الكتابخانة بتركيا تحت مسمى أو تصنيف (٣٦٦٤/ تراث المدينة المنورة) (٢)، لعالم مدني كان يعيش بالمدينة المنورة في القرن الثالث الهجري، وهو "كلدة بن زيد بن بركة المدني" (٣)، بعنوان "أسمى المسالك لأيام المهدي الملك لكل الدنيا بأمر الله المالك" (٤)، ومما جاء في هذا المخطوط المزعوم: "وحرب في بلد أصغر من عَجْب الذَّنب، يجمع أهل الدنيا لها، كأنها أغنى بلد أولم عليها الوالمون (٥)، وأمير فيها سلَّم رايته لزعيمة الشر


(١) ولم يُثبت أي إسناد للمخطوطة المزعومة، ومخطوط بلا سند رجل بلا نسب، كما أنه لم يثبت صورة واحدة لأي جزء من أجزاء تلك المخطوطة كما هو ديدن المحققين الذين يحترمون علمهم وقُرَّاءهم.
(٢) هذا التهويش لا يغني عنه شيئًا؛ لأن المكان الذي ادعى وجود المخطوطة فيه مُمَوَّه، ولفظة (الكتابخانة) تعني دار الكتب، ودور الكتب في تركيا مختلفة من حيث الاسم والمكان، ويبلغ عدد مكتبات المخطوطات في تركيا اثنتين وخمسين ومائة مكتبة، فأيها حظي باحتضان تلك المخطوطة؟ وانظر: (تاريخ التراث العربي) لفؤاد سزكين (١/ ٣٥ - ٥٦)، (١/ ١٠٠، ١٠١).
(٣) فهلا أقمت بينة على أن هذا الشخص قد خُلِقَ أصلا؟ فإن عرفنا من هو؛ فكيف هو؟ ومن ترجم له؟
(٤) وإن ركاكة هذا العنوان، وما به من سجع متكلف بارد يُبعد انتسابه إلى القرن الثالث؛ حيث لم يكن قد شاع هذا الأسلوب في تسمية الكتب.
(٥) وهذا لحنٌ بغيض حيث إن اسم الفاعل من "أولم": "مولم" وليس والمًا، مما يشير إلى أن مؤلف هذه المخطوطة من القرن "الخامس عشر" وليس القرن الثالث!! =

<<  <   >  >>