للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مَاءٌ" (١)، ومعلوم أن خروجهم إنما يكون بعد نزول عيسى -عليه السلام- وقًتْلِهِ الدَّجَّالَ.

٣ - ورد وصف الأسلحة التي تستعمل في حروب آخر الزمان؛ ففي الملحمة الكبرى خيولٌ وفوارسُ (٢)، وفي فتح القسطنطينية "الثاني": "قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُم بِالزَّيتُون" (٣)، وبعد هلاك يأجوج ومأجوج: "سَيُوقِدُ المُسْلِمُونَ مِنْ قِسِيِّهِم، وَنُشَّابِهم (٤)، وَأَترِسَتهم سَبعَ سنينَ" (٥).

وقد حاول بعض العلماء الإجابة عن هذا؛ فقالوا: "إن هذه الأحاديث، وأحاديث مشابهة كثيرة تدل على أن هذه الحضارة الهائلة التي اخترعت هذه القوة الهائلة من القنابل، والصواريخ؛ ستتلاشى، وتزول، وأغلب الظن أنها ستدمر نفسها بنفسها، وأن البشرية ستعود مرة أخرى إلى القتال على الخيول، واستعمال الرماح، والقسي، ونحو ذلك، والله أعلم " (٦).

في حين يرى البعض الآخر أن هذا لا يعني أن الحرب ستدور بالخيول والسيوف؛ لأن الخيول رمز المعدات الحربية أيّا كان نوعها؛ ولأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يخاطب أهل زمانه على قدر عقولهم وعلمهم.


(١) جزء من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-، رواه مسلم (٢٩٣٧)، وأبو داود (٤٣٢١)، (٤٣٢٢)، والترمذي (٢٢٤١).
(٢) كما في "صحيح مسلم " (٢٨٩٩)، (٢٢٢٣/ ٤).
(٣) كما في "صحيح مسلم " (٢٨٩٧)، (٤/ ٢٢٢١).
(٤) النُشَّاب: النَّبْل، واحدته: نُشَّابة.
(٥) رواه ابن ماجه رقم (٤٠٧٨)، وصححه الألباني في "الصحيحة" رقم (١٩٤٠)، (٤/ ٥٧٩).
(٦) انظر: "القيامة الصغرى" ص (٢٧٥)، و"الأيام الأخيرة من عمر الزمن" ص (٤٩ - ٦٠).

<<  <   >  >>