وأخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن عيسى عليه السلام بعد نزوله لا يقبل الجزية من اليهود والنصارى، ولا يقبل منهم إلا الإيمان، وهذا البيان من الرسول -صلى الله عليه وسلم- ضروري؛ لأن عيسى يحكم بهذا الشرع، وهذا الشرع فيه قبولُ الجزية ممن بَذَلَها إلى حين نزول عيسى ابن مريم، وحين ذاك تُوضَعُ الجزية، ويُقتل كل من رفض الإيمان، ولو بَذَلَ الجزيةَ (١).
كما أن نص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على صفاتٍ معينةٍ لأشخاصٍ معينين، كالمهدي مثلا، يمدنا بالمعيار اللازم للحكم على الدجَّالين المدعين المهديةَ؛ حتى لا نتورَّطَ في فِتَنِهِمْ.
لاَ يَعْلَمُ مَتَى السَّاعَةُ إِلَّا الله وَحْدَهُ
قال الله -عز وجل-: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ}[لقمان: ٣٤].
فقوله تعالى:{قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي}، وقوله -عز وجل-: {إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (٤٤)} , (فيه إيذان بأن ما هو من شأن الرب لا يكون للعبد؛ فهو تعالى قد رباه ليكون منذرَا ومبشرًا، لا للإخبار عن الغيوب بأعيانها