للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْفَصْل الرَّابعُ

ثَمَرَاتُ الإِيمَانِ بِأَشْرَاطِ السَّاعَةِ

إن قيامَ الساعةِ الذي يعني نِهَايَةَ نِظَامِ هذا العالم، هو من أعظم الأحداث بعد خلق العالم، بل إن تغيير النظام الكوني وإيجاد نظامٍ آخر حَدَثٌ يَعْدِلُ خلق العالم أول مرة؛ ولذلك تسبقه أحداثٌ كبرى خارقةٌ للعادة، تكون كالمقدمة له.

والإيمان بأشراط الساعة داخلٌ ضمن الإيمان باليوم الآخر؛ فهو من الإيمان بالغيب؛ ولهذا الإيمان ثمرات وفوائِدُ نحاول أن نُجْمِلَهَا فيما يلي: أولًا: تحقيق ركن من أركان الإيمان الستة، وهو الإيمان باليوم الآخر، باعتبار أن أشراط الساعة من مقدماته، كما أنه من الإيمان بالغيب الذي قال فيه -عز وجل-: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} [البقرة: ٣] ,

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ، وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ» (١).

وفي الصحيح أن جبريل عليه السلام سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الإسلام والإيمان والإحسان وأمارات الساعة، وأن


(١) رواه البخاري (٣/ ٢١١)، ومسلم (٢١)، والترمذي (٢٦١٠)، والنسائي (٥/ ١٤)، وأبو داود (٢٦٤٠).

<<  <   >  >>