للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال في موطن آخر: "والقوم من أكذب الناس في النقليات (١) وأجهل الناس في العقليات، ولهذا كانوا عند العلماء أجهل الطوائف .... وإنما عمدتهم على تواريخ منقطعة الإسناد، وكثير منها من وضع المعروفين بالكذب، فيعتمدون على نقل أبي مخنف لوط بن يحيى، وهشام بن الكلبي .... والخوارج -مع مروقهم من الدين- فهم من أصدق الناس، حتى قيل: إن حديثهم من أصح الحديث. والرافضة يقرون بالكذب حيث يقولون: ديننا التقية، وهذا هو النفاق، ثم يزعمون أنهم المؤمنون، ويصفون السابقين الأولين بالردة والنفاق، فهو كما قيل "رمتني بدائها وانسلت" ... بل هذه صفة الرافضة، فشعارهم الذل، ودثارهم النفاق والتقية، ورأس مالهم الكذب والأيمان الفاجرة إن لم يقعوا في الغلو والزندقة، يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ... " (٢).


(١) فالشيعة لا يعبئون في الحديث وروايته بشيء من أمر الأمانة والعدالة والحفظ، ويروون في "الكافي" وأمثاله من كتبهم المعتبرة عندهم عن أكذب الناس، لأن مدار التوثيق عندهم على التعصب والهوى والحقد على أئمة المسلمين وعلمائهم، إذ لا يقبلون إلَّا رواية من كان على مذهبهم، أي أن يكون الراوي إماميا سواء حفظ أم غلط، صدق أم كذب، فهم لا يخضعون الحديث لمنهج علمي من ناحية سنده ومتنه كما هو الحال عند علماء أهل السنة، فيتبين بذلك صحة الحديث من ضعفه، وإنما اعتمدوا رواية الآحاد، وجعلوا العصمة التي ادعوها لأئمتهم تغني بزعمهم عن إخضاع الحديث للنقد والنظر، فإذا سُئلوا عن سند حديث، قالوا: رواه الحسين أو محمد الباقر، أو موسى الكاظم، مرددين قول شاعرهم:
فشايع أناسًا قولهم وحديثهم ... روى جدنا عن جبرئيل عن الباري
"الشيعة في عقائدهم وأحكامهم" لأمير محمد الكاظمي القزويني، ص (٦) نقلا عن: "وجاء دور المجوس" للدكتور عبد الله الغريب، ص (١٢١).
(٢) "المنتقى" للذهبي، ص (١٩، ٢١، ٢٣، ٦٨).

<<  <   >  >>