ومعلوم أن الإسلام لم يُغَطِّ الكرةَ الأرضية بهذا الوصف الموجود في الحديث الشريف، وسيغطيها كما أخبر المعصوم -صلى الله عليه وسلم- حين يشاء الله تعالى.
وعن تميمٍ الداري -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: "لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يبقى بَيْتُ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ، أَوْ بِذُلّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلّا يُذِلُّ بِهِ الْكُفْرَ"(١).
وهذا الحديث يؤكد الحديث السابق ويوضحه، ويفيد قولُه:"ما بلغ الليلُ والنهارُ" أن الإسلام سينتشر، ويُمَكَّن له في جميع الكرة الأرضية؛ لأن الليل والنهار يبلغان جميعها، وهو ما لم يتحقق حتى الآن، وسيتحقق في المستقبل إن شاء الله.
وعن أبي قبيل قال: كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- وسئل: أيُّ المدينتين تُفتح أولًا: القسطنطينية أو رومية؟ فدعا عبد الله بصندوق له حِلق، قال: فأخرَج منه كتابًا، قال: فقال عبد الله: بينما نحن حول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نكتب، إذ سئل
(١) رواه الإمام أحمد، والطبراني في "المعجم الكبير"، وابن منده في "كتاب الإيمان"، والحافظ عبد الغني المقدسي في "ذكر الإسلام"، وقال: "حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ"، والحاكم، وقال: "صحيح على شرط الشيخين"، ووافقه الذهبي، وكذا أخرجه ابن حبان، وابن عروبة. اهـ، ملخصًا من "تحذير الساجد" للألباني، ص (١٧٣، ١٧٤)، و"السلسلة الصحيحة"، حديث رقم (٢)، وقد صححه على شرط مسلم.