للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قالوا: "ستكون هناك قوتان متضاربتان متنافستان على مركز السيادة في العالم: دول غرب أوربا والآشوري"، وقالوا: "الفرات هو الحد الطبيعي بين اليهود والآشوري"، وقالوا: "يد الله هي التي ستضرب بواسطة الآشوري" (١)، أما الحِلْف الذي سيكونه فقد قالوا: "ستكون القوة داخل حلفه مكونة من إيران، وسوريا، وليبيا، والسودان، وصُور، وشعوب منطقة الشرق الأدنى، وقبائل دول بحر قزوين، والبحر الأسود، والإسماعيليين، والهاجريين".

لقد حُقَّ لصدام حسين أن يقع في حَيرة، فتارة يقولون هو الآشوري، وتارة المهدي المنتظر، وتارة السفياني، وأحسب أن صَدَّامَا لو مات لانهارت كل هذه التخرصات (٢)، ولقال المتشبثون بها يومئذ:

أُمْنِيةٌ ظَفرَتْ نَفْسِي بِهَا زَمَنًا ... وَاليَوْمَ أَحْسَبُهَا أَضْغَاثَ اَحْلَامِ


(١) ومن المحتمل أن يكون "الآشوري المزعوم"، أو "صدام حسين" قد اطَّلع على هذه النصوص، وحسب أنه المهدي المنتظر؛ وقد يشير إلى هذا الاحتمال إعلانه قبل غزو الكويت أنه من أهل البيت، وإلحاحه على استعمال عبارة: "ساحرق نصف إسرائيل"، فقد قال رشاد فكري في تفسير حزقيال: "وسيحتل الآشوري نصف إسرائيل في أول أيامه"، وقال ناشد حنا في تفسير دانيال: "وسيستخدم العصا على إسرائيل "، وقال فكري: "وسيغزو أورشليم في حرب النهاية".
(٢) وقد انتهى الآن أمر صَّدام باحتلال العراق، وإقصائه عن السلطة، واعتقاله، ثم إعدامه وموته على خاتمة يظهر أنها حسنة -والله تعالى أعلم- فهل يثوب العابثون إلى رشدهم، أم يبقون سادرين في ظلمات الأماني والأوهام؟، وراجع محاضرة المؤلف: "شيعة أهل البيت الأبيض".

<<  <   >  >>