للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلا الشيعة يؤمنون بصحة روايات أهل السنة ولا أهل السنة يؤمنون بصحة روايات الشيعة.

إنّ خيطاً واحداً كان ولا يزال هو الحجة القاطعة التي يُحسم بها مثل هذه الخلافات العقائدية، ذاك هو (القرآن الكريم) الذي أمر الله تعالى المؤمنين بالتمسك به بقوله {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا} (١) ووصفه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: (كتاب الله هو حبل الله، من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على الضلالة) (٢).

وروى الحر العاملي (٣) في "وسائل الشيعة ٦/ ١٦٨" عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قوله: (إنّ هذا القرآن مأدبة الله فتعلموا مأدبته ما استطعتم، إنّ هذا القرآن حبل الله وهو النور البيّن والشفاء النافع عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن تبعه).

وفي "نهج البلاغة" قول الإمام علي: (وإنّ الله سبحانه لم يعظ أحداً بمثل هذا القرآن، فإنه حبل الله المتين وسببه الأمين) (٤).

وقد ذكر الإمام الرضا يوماً القرآن فعظّم الحجة فيه والآية والمعجزة في نظمه قال: (هو حبل الله المتين وعروته الوثقى وطريقته المثلى المؤدي إلى الجنة والمنجي من النار، لا يخلق على


(١) سورة آل عمران آية ١٠٣
(٢) صحيح ابن حبان ١/ ٣٣٠، قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم.
(٣) محمد بن الحسن بن علي المشْغريّ المعروف بـ (الحر العاملي)، ترجم له الشيخ الأميني في موسوعته "الغدير ١١/ ٣٣٥" فقال: (لا تُنسى مآثره، ولا يأتي الزمان على حلقات فضله الكثار، فلا تزال متواصلة العُرى ما دام لأياديه المشكورة عند الأمة جمعاء أثر خالد، وإنّ من أعظمها كتاب "وسائل الشيعة" في مجلداتها الضخمة التي تدور عليها رحى الشيعة، وهو المصدر الفذّ لفتاوى علماء الطائفة).
(٤) نهج البلاغة ص٩٥ (من خطبة له يحذر من متابعة الهوى) – خطبة رقم (١٧٦).

<<  <   >  >>