للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أيعجز رب العزة على أن ينزل آية واضحة وصريحة في الإمامة بعد رسول الله، تكون حجة على منكر الإمامة؟!!

إنّ الذين يستدلون بهذه الآيات على إمامة الأئمة الإثنى عشر هم أنفسهم الذين يرفضون القياس في الفقه بحجة أنّ (أول من قاس ابليس) (١) فما بالهم يقيسون في العقيدة وفي القرآن؟!

وخلاصة الأمر أن يُقال: إنّ الإمامة التي يذهب إليها الشيعة الإثنا عشرية لا وجود لها في كتاب الله أبداً، ولما عجز الإماميون عن إثباتها لجأوا إلى التأويلات الباطنية والتلاعب في كتاب الله وضرب بعضه ببعض من أجل سد هذه الثغرة الكبيرة.

والإمامة شرعاً لا تخلو أن تكون إحدى ثلاث: إما إمامة علم أو إمامة هدى أو إمامة اقتداء.

فأما إمامة العلم فثابتة لأئمة أهل البيت كما هي ثابتة لغيرهم من أهل العلم والتقوى قديماً وحديثاً، فإنّ إمامة العلم ليست حكراً على فئة دون أخرى أو قبيلة دون أخرى.

وأما إمامة الهدى فإنّ الله تعالى لم يشترط الله تعالى فيها العصمة، فقد جعلها الله تعالى في بني اسرائيل إذ يقول {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} (٢) بل جعلها لكل مستضعف كما قال عز من قائل {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} (٣).


(١) تهذيب الأحكام للطوسي ٤/ ٢٦٧
(٢) سورة السجدة آية ٢٤
(٣) سورة القصص آية ٥

<<  <   >  >>