للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هل القضية هي مجرد إيقاف استخدام مصطلح (نبي) واستبداله بمصطلح (إمام) بحيث لا يبقى فرق بين النبي والإمام إلا بالاسم فقط؟!! هذا إذا تناسينا النصوص التي تفضّل الإمام على النبي!

إنّ علماء الشيعة يدركون بأنّ إضفاء قدسية كهذه على الأئمة وإعطاءهم هذه المزايا التي لم تُعرف إلا في الأنبياء يجعل التفريق بينهم صعباً للغاية!!

يقول الشيخ محمد رضا المظفر في "عقائد الإمامية": (نعتقد أنها (أي الإمامة) كالنبوة لطف من الله تعالى، فلا بد أن يكون في كل عصر إمام هاد يخلف النبي في وظائفه من هداية البشر وإرشادهم إلى ما فيه من الصلاح والسعادة في النشأتين، وله ما للنبي من الولاية العامة على الناس لتدبير شؤونهم ومصالحهم وإقامة العدل بينهم ورفع الظلم عنهم والعدوان من بينهم) (١).

ويقول الإمام محمد آل كاشف الغطاء في كتابه "أصل الشيعة وأصولها": (إنّ الإمامة منصب إلهي كالنبوة فكما أنّ الله يختار للنبوة من يشاء فكذلك يختار للإمامة من يشاء ويأمر نبيه بالنص عليه) (٢).

وقد وردت رواية في "الكافي" تحصر الفرق بين النبوة والإمامة في طريقة الوحي، فعن الإمام الرضا قال: (الفرق بين الرسول والنبي والإمام: أنّ الرسول الذي ينزل عليه جبرائيل فيراه ويسمع كلامه وينزل عليه الوحي، وربما رأى في منامه نحو رؤيا ابراهيم عليه السلام


(١) عقائد الإمامية ص٦٥
(٢) أصل الشيعة وأصولها ص٢١١

<<  <   >  >>