فإذا ثبت من طريق الفريقين أنّ أبا بكر قد أسلم طوعاً ودون تردد وتلعثم وأنّ علياً رضي الله عنه طلب من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إعطاءه فرصة للتفكير لأنّ دعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم جديدة بالنسبة له، فعن أي مفاضلة يتكلم الشيعة الإثنا عشرية؟!
على أني أقولها وبضرس قاطع: إنّ إسلام أبي بكر قبل علي أو إسلام علي قبل أبي بكر، لن يجعل أحدهما مستحقاً للخلافة على الآخر، فالخلافة وقيادة الناس لها شروطها ومؤهلاتها وليس من هذه المؤهلات أن يكون الرجل قد أسلم قبل الذين سيحكمهم بيومين أو ثلاثة!
أما مبيت الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في فراش النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان في نهاية الفترة المكية فليس بأفضل من هجرة الإمام أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة بما صاحبها من مخاطر ومشقة وعناء.
ولذلك ذكر الله تعالى فضيلة نصرة أبي بكر الصدّيق للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بالهجرة في القرآن الكريم فقال {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيم} ولم يذكر مبيت علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالفراش، لأنّ خروج أبي بكر الصدّيق مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيه مخاطرة بالحياة ومشقة ومطاردة أما المبيت فلم يكن كذلك إذ إنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما في روايات المبيت قد أخبر الإمام علي بأنه لن يمسه سوء.
قال ابن إسحاق: (فلما كانت عتمة من الليل اجتمعوا على بابه يرصدونه متى ينام فيثبون عليه فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانهم قال لعلي بن أبي طالب: نم على فراشي