للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي هذا يقول آية الله العظمى كاظم الحائري في كتابه "الإمامة وقيادة المجتمع": (إنّ الذي يبدو من الروايات أنّ مقام الإمامة فوق المقامات الاُخرى - ما عدا مقام الربوبية طبعاً التي يمكن أن يصل إليها إنسان) ويقول في موضع آخر: (فمقام الإمامة - إذن - فوق مقام النبوة) (١).

وهو ما يؤكده آية الله ناصر مكارم الشيرازي في تفسيره "الأمثل" بقوله: (فمنزلة الإمامة أفضل مما ذُكر، بل أسمى من النبوة والرسالة!) (٢).

ومما يزيده هذه التقريرات بياناً ما رواه الكليني في الكافي عن الإمام جعفر بن محمد أنه قال: (إنّ الله تبارك وتعالى اتخذ إبراهيم عبداً قبل أن يتخذه نبياً، وإنّ الله اتخذه نبياً قبل أن يتخذه رسولاً، وإنّ الله اتخذه رسولاً قبل أن يتخذه خليلاً، وإنّ الله اتخذه خليلاً قبل أن يجعله إماماً فلما جمع له الأشياء قال: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً} قال: فمن عِظمها في عين إبراهيم قال: {وَمِن ذُرِّيَّتِي} قال: {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِين} قال: لا يكون السفيه إمام التقي) (٣).

وهنا إشكال لطيف يرِد على دعوى الشيعة الإثنى عشرية أنّ إبراهيم عليه السلام كان نبياً ثم ارتقى فصار رسولاً ثم ارتقى فصار إماماً، وهو إشكال لا يتنبه له إلا من فتح الله تعالى على قلبه وبصره (٤).


(١) الإمامة وقيادة المجتمع ص٢٦و٢٩
(٢) الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ١/ ٣٧٢
(٣) الكافي – كتاب الحجة – باب (طبقات الأنبياء والرسل والأئمة عليهم السلام) – رواية رقم (٢).
(٤) حدثني عنه الأخ الفاضل عبد الملك الشافعي في احدى لقاءاتي معه.

<<  <   >  >>