فوفقاً لهذه الروايات فإنّ الفرق بين الرسول والنبي والإمام أنّ الرسول يرى المَلَك ويكلمه وربما رأى في منامه أحياناً وأنّ النبي يسمع صوت المَلَك لكنه لا يراه في أغلب الأحوال (١) وربما رأى في منامه أحياناً أما الإمام فإنه يسمع صوت المَلَك لكنه لا يراه ولا يعاينه أبداً!
فعلى دعوى الشيعة الإثني عشرية بأنّ إبراهيم عليه السلام كان نبياً رسولاً ثم صار إماماً فإنّ ذلك يعني أنّ إبراهيم عليه السلام كان نبياً يرى في منامه ويسمع كلام الملك، ثم ارتقى إلى منصب أعلى وأسمى وهو الرسالة فصار يرى في منامه ويسمع كلام الملك ويراه عياناً، ثم ارتقى إلى منصب أعلى وأسمى -على دعوى الشيعة بأنّ الإمامة أعلى وأسمى من النبوة والرسالة- فصار يسمع كلام الملك ولا يرى في منامه ولا يرى الملك!!
فهل كانت الإمامة بالنسبة لإبراهيم عليه السلام ارتقاء – كما يزعم الشيعة الإثنا عشرية- أم أنها صارت انحداراً إلى مرتبة فقد بسببها إبراهيم عليه السلام مزيتين في الفضل كانتا له وهما (رؤية المَلَك عياناً والرؤية في المنام) كما نصت على ذلك الروايات الشيعية؟!
إنّ هذا التساؤل المحيّر الذي لا يعرف له العقلاء جواباً، قد حيّر أيضاً آية الله الشيخ محمد آصف مُحسني إذ يُصرّح في كتابه "مشرعة بحار الأنوار ١/ ٢٧١" في معرض حديثه عن إمامة إبراهيم عليه السلام بهذا قائلاً: (... لكن في الروايات الواردة في حق الإمام أنه يسمع الصوت ولا يرى الشخص، والرسول يرى الشخص، فإعطاء الإمامة بهذا المعنى لا يمكن للرسول. وهذا السؤال ذكرناه في الجزء الثالث من صراط الحق الذي ألّفناه في أيام شبابنا في النجف الأشرف ولم أفز على جوابه لحد الآن، وما أوتينا من العلم إلا أقل من القليل).
(١) ففي رواية الكافي المذكورة آنفاً أنّ النبي (ربما رأى الشخص ولم يسمع).