للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالأكل من الشجرة يجعل الآكل من الظالمين كما نصت على ذلك الآية وكما نص الله تعالى على ذلك بقوله {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} (١) وقد أكل آدم عليه السلام منها ولذلك اعترف هو وحواء بوقوع الظلم منهما قائلين {قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (٢) فكيف على قواعد الإمامية يستقيم هذا مع إمامته والنص على خلافته بقوله تعالى {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَة} (٣)؟!

فإنّ كل خليفة منصوص عليه شرعاً هو إمام شرعي واجب الاتباع ولا بد.

لقد نال آدم عليه السلام العهد لما تاب وأناب كما قال الله تعالى {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيم} (٤) فهو ليس من الظالمين الذين لا ينالهم عهد الله وإن صدرت منه خطيئة أعقبتها توبة.

ولذلك اصطفاه الله تعالى كما اصطفى غيره من الأنبياء والمرسلين لإمامة الناس فقال عز من قائل {إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِين} (٥).

وكذلك داود عليه السلام الذي صرّح الله تعالى بـ (جعله) خليفة في قوله {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْض} (٦) جاءت هذه الآية فيه بعد أن ذكر الله تعالى عنه ارتكاب الخطيئة.


(١) سورة طه آية ١٢١
(٢) سورة الأعراف آية ٢٣
(٣) سورة البقرة آية ٣٠
(٤) سورة البقرة آية ٣٧
(٥) سورة آل عمران آية ٣٣
(٦) سورة ص آية ٢٦

<<  <   >  >>