للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} (١).

إنها ليست سوى محاولة يائسة لإخراج أبي بكر الصديق وغيره من الصحابة من شرف الإمامة واستحقاق الإمامة بدعوى أنهم كانوا مشركين فهم من (الظالمين) وإن تابوا وجاهدوا وضحوا من أجل الإسلام والمسلمين!

ولعله يكفي حجة على من يستدل بآية {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِين} على الإمامة، أن تذكّره بقول الله تعالى عن نبيه إبراهيم عليه السلام {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ. وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِين} (٢).

ففي هذه الآيات الكريمات إجابة واضحة على من يدّعي أنّ المراد من الآية مطلق الذنب!

فإنّ الله عز وجل ذكر في الآيات الكريمات أنه قد بارك على ابراهيم وإسحاق عليهما السلام ثم ذكر بأنّ من ذريتهما من هو محسن ومن هو ظالم لنفسه مبين، فأي عاقل يستطيع الادعاء بأنّ المراد هو أنّ من ذريتهما من هو معصوم ومن هو كباقي الصالحين يعصي ويتوب!

بل المراد هو أنّ منهم من هو صالح عادل، ومنهم من هو طالح ظالم قد بان ظلمه وشركه.

ودلائل ذلك كثيرة في بني إسرائيل الذين وُجد فيهم الصالحون المتقون، ووجد فيهم قتلة الأنبياء ومحرفو الكتب السماوية والمعاندون المكذبون لله ورسله.

فإذا علمت هذا كله، فاعلم أنّ المراد بقوله تعالى {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِين} أن لا ينال عهد الله تعالى مشرك.


(١) سورة الفرقان آية ٧٠
(٢) سورة الصافات آية ١٠٤ - ١١٣

<<  <   >  >>