للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولذا كثيراً ما ترى أنبياء الله يشيرون إلى ابراهيم عليه السلام وإلى ملته، في إشارة منهم إلى تلك الإمامة الدينية.

فهذا يوسف عليه السلام يقول لصاحبه في السجن {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ} (١).

وهذا يعقوب عليه السلام وهو على فراش الموت يجمع بنيه ليسألهم عن التوحيد اقتداء بأبيه إبراهيم عليه السلام الذي جمعه وإخوته ليُحضهم على التمسك بالدين كما أخبر الله تعالى عنه بقوله {وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ. إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ. وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ. أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُون} (٢).

وحتى محمد صلى الله عليه وآله وسلم مأمور من الله تعالى باتباع ملة إبراهيم عليه السلام إمام التوحيد كما قال الله تعالى {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِين} (٣) فأين هذا كله مما يدّعيه الشيعة الإثنا عشرية في أنّ المراد بالظلم في الآية الكريمة هو الذنب؟!


(١) سورة يوسف آية ٣٨
(٢) سورة البقرة آية ١٣٠ - ١٣٣
(٣) سورة النحل آية ١٢٣

<<  <   >  >>