للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثاني: أنها تدل على ثبوت الإمامة لمن اجتمعت فيه صفة إتيان الزكاة حين الركوع ولم يتصف بذلك غير علي عليه السلام لما تصدق بخاتمه في صلاته حال الركوع بالإجماع.

الثالث: قد بيّنا أنها ليست عامة في حق المؤمنين كافة، وإلا لكان كل واحد ولي نفسه وهو محال وكل من خصّها ببعض المؤمنين قال: المراد بها علي عليه السلام) (١).

فما مدى صحة ما ذهبت إليه النظرية الإمامية الإثنا عشرية؟

المناقشة:

أولاً: قول الحلي بأنّ المفسرين متفقون على أنّ الآية نزلت في علي بن أبي طالب (٢) يفتقد إلى الدقة على أقل أحواله، حيث لا اتفاق بين المفسرين على أنّ الآية نزلت في علي بن أبي طالب ولو أنّ الحلي قال: (قال بعضهم أنها نزلت فيه) لكان ذلك أدق وأصوب.

فقد ذكر القرطبي في تفسيره للآية أكثر من سبب نزول ولم يجزم بأنّ الآية نزلت في علي دون الآخرين ممن ذكرهم، بل ذكر القرطبي ما يوجب نفي أن تكون الآية قد نزلت في علي دون غيره بنقله رواية عن الإمام الباقر وقد سُئل عن معنى {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا} هل هو علي بن أبي طالب؟ فقال: علي من المؤمنين، يذهب إلى أنّ هذا لجميع المؤمنين (٣).

وأما الرازي فقد ذكر عدة أقوال في سبب نزول الآية ثم تعرض إلى رواية التصدق بالخاتم


(١) أنوار الملكوت في شرح الياقوت ٢٢٥ - ٢٢٦ وكشف المراد ص٢٨٩ له، وإعلام الورى للطبرسي ص١٦٨
(٢) قال عبد الحسين شرف الدين في المراجعات ص٢٥٨ (على أنّ نزولها في علي مما أجمع عليه المفسرون)!!
(٣) تفسير القرطبي ٦/ ٢٠٧ - ٢٠٩

<<  <   >  >>