أما أنا فأبرئ الإمام علياً أن يكون ممن يذل المؤمنين بحبسه الزكاة عنهم حتى يطلبوها هم وأبرئه من الانشغال عن الصلاة وهو الخاشع الطائع ... وأبرئه من رواية كهذه لا تصح لا سنداً ولا تُعقل معنىً، وعليك أن تكون منصفاً وتنتصف للإمام علي من هذه الروايات التي تسيء له أكثر مما تمتدحه.
وفضائل علي بن أبي طالب كثيرة ومثله غني عن هذه الروايات السقيمة التي تضع صاحبها ولا ترفعه.
ثالثاً: إنّ الآية على فرض كونها قد نزلت في الإمام علي فإنه لا دلالة فيها على معنى الإمامة أو الإمارة، فالولاية (بالفتح) المذكورة في الآية هي ضد العداوة، والاسم منها (مولى، ووليّ) بينما الولاية (بالكسر) تعني الإمارة، والاسم منها (والي، ومتولي)، والآية إنما ذكرت لفظ (ولي) وفي هذا إثبات النصرة والمحبة لا الإمارة، فكيف تُتجاهل هذه الحقيقة اللغوية هكذا بكل بساطة؟!
فلفظ (الولي) تشترك فيه معان كثيرة ... ولا يمكن أن يُراد من اللفظ المشترك معنى معين إلا بقرينة خارجة والقرينة هاهنا من السياق (يعني ما سبق هذه الآية) فهو مؤيد لمعنى الناصر لأنّ الكلام في تقوية قلوب المؤمنين وتسليتها، وإزالة الخوف عنها من المرتدين (١).
ولو كان المراد من الآية الإمارة لقال الله (إنما يتولى عليكم الله ورسوله والذين آمنوا) بدل {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُه} فإنه لا يُقال لمن ولي عليهم وال أنهم (تولوه) بل يُقال: (تولى عليهم)، وهذا ظاهر لمن يعرف العربية.