للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكريم فكله بعده لأمته، والأمة شريكة لنبيها في كل كمال كان له في حياته، ثم ورثته بعد مماته، وكل فضل وكل نعمة ذكرها القرآن لنبيه فقد ذكرها لأمته، ومثاله:

١ - الاصطفاء والاجتباء والذكر والتشريف

فقد قال سبحانه عن اصطفاء الملائكة والأنبياء {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاس} (١)، ثم ذكر تشريفه لأمته بهذا الفضل وهذا الاصطفاء فقال جل من قائل {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ}.

فذكر الإيراث، والميراث تأخذه الأحياء بعد الأموات، والكتاب محفوظ إلى الأبد، فالأمة أحياء إلى الأبد واصطفى سبحانه الأمة بنون العظمة بنفسه لنفسه ولم يكل الاصطفاء إلى غيره، وأضاف العباد إلى نون العظمة لقطع إمكان الانحراف والضلال بالإغواء أو بغيره {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَان} فلا يمكن الضلال في الأمة لأنها في حمى الله بنص آية سورة الحجر.

وقال سبحانه عن الأنبياء السابقين قوله {وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم} (٢)

وذكر في هذه الأمة {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْل} (٣).


(١) سورة الحج آية ٧٥
(٢) سورة الأنعام آية ٨٧
(٣) سورة الحج آية ٧٨

<<  <   >  >>