للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما روايات أم سلمة رضي الله عنها فأغلبها من طريق عطية العوفي أيضاً، ويليه شهر بن حوشب وهو ضعيف أيضاً (١) إلا أنّ لشهر رواية مهمة جداً تعارض رواية أم سلمة المذكورة إذ فيها ذكر دخول أم سلمة رضي الله عنها في الكساء بعد خروج أهل الكساء منه.

فعن شهر قال: سمعت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين جاء نعي الحسين بن علي، لعنت أهل العراق، فقالت: قتلوه قتلهم الله، غرّوه وذلّوه لعنهم الله، فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاءته فاطمة غُدّية ببرمة قد صُنعت له فيها عصيدة تحملها في طبق لها، حتى وضعتها بين يديه فقال لها: أين ابن عمك؟ قالت: هو في البيت، قال: اذهبي فادعيه وائتيني بابنيه، قال: فجاءت تقود ابنيها كل واحد منهما بيد، وعلي يمشي في إثرهما، حتى دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأجلسهما في حجره وجلس علي على يمينه وجلست فاطمة على يساره، قالت أم سلمة: فاجتبذ كساء خيبرياً كان


(١) قال ابن حبان في "المجروحين ١/ ٣٦١": (كان ممن يروي عن الثقات المعضلات وعن الأثبات المقلوبات).
وقال شعبة: (لقيت شهراً فلم أعتد به). "الكاشف ١/ ٤٩٠"
وكان يحيى بن سعيد لا يحدث عنه. "الجرح والتعديل ٤/ ٣٨٢"
وقد سُئِل ابن عون عن حديث شهر وهو قائم على أسكفة الباب فقال: (إنّ شهراً تركوه، إنّ شهراً تركوه). "ضعفاء العقيلي ٢/ ١٩١"
وقال النسائي في "الضعفاء والمتروكين ١/ ٥٦": (ليس بالقوي).
وقد قال عنه ابن عدي في "الكامل في الضعفاء ٤/ ٣٩" بعد تتبع أحاديثه: (عامة ما يرويه هو وغيره من الحديث فيه من الإنكار ما فيه وشهر هذا ليس بالقوي في الحديث وهو ممن لا يحتج بحديثه ولا يتدين به).
وقال ابن حجر العسقلاني في "تقريب التهذيب ١/ ٢٦٩": (صدوق كثير الإرسال والأوهام)، ولعله قد استشف من توثيق بعض الأعلام لشهر بأنّ شهراً صدوق في نفسه لكن الاضطراب والخلل في أداءه لما يحفظ، ولا بد هنا أن نستصحب قاعدة معروفة لدى علماء الحديث هي (إنّ الجرح المفسّر مقدّم على التعديل)، وشهر موصوف حديثه بالنكارة كما رأيت.

<<  <   >  >>