وفي هذا الدعاء لفتة هامة لأولئك الذين ادّعوا أنّ الإمامة لا تنبغي إلا لمعصوم وأنّ المراد بقوله تعالى {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِين} أي لا ينال عهدي المذنبين، فهذا الإمام علي يصفه نفسه بأنه أصبح ظالماً لنفسه، والمراد بالظلم هنا الذنب والتقصير في حق الله، وأمام متعصبة الشيعة أمرين: إما أن يعترفوا بخطأ تفسيرهم للآية فينهدم بهذا ركن من أركان الإمامة عندهم، وإما أن يخطئوا الإمام علي ويدّعون أنه لم يُحسن الكلام عن نفسه! وأنهم أعرف به من نفسه!
أما المنصفون فسيقولون: إنّ علياً وأبا بكر وعمر وطلحة والزبير وعثمان وسعد وعمار وغيرهم كلهم يخطئون ويصيبون، لكن بحار حسناتهم وتضحياتهم غمرت ذنوبهم وأخطاءهم.
فلماذا نغلو فيمن نحب، والله ينهانا عن الغلو في الدين؟
٤ - دعاء الإمام علي:(ما أهمني ذنب أمهِلْتُ بعده حتى أصلي ركعتين)(١) وهو اعتراف صريح من الإمام أنه كسائر الصالحين والأتقياء يذنب ويتوب.
٥ - وروى الميرزا النوري في "مستدرك الوسائل" عن الحجة القائم في حديث قال: (كان أمير المؤمنين (ع) يقول في سجدة الشكر: يا من لا يزيده إلحاح الملحين إلا جوداً وكرماً، يا من له خزائن السماوات والأرض، يا من له ما دق وجل لا تمنعك إساءتي من إحسانك إليّ أسألك أن تفعل بي ما أنت أهله، وأنت أهل الجود والكرم والعفو، يا الله يا الله، افعل بي ما أنت أهله، وأنت قادر على العقوبة وقد استحققتها، لا حجة لي عندك، ولا عذر لي عندك
(١) نهج البلاغة – رقم (٢٩٩) – (غريب كلامه المحتاج إلى تفسير).