للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأثبت الإمام علي أنه كسائر الأئمة والصالحين والفضلاء يذنب ويخطئ ويزل ويسهو وأنّ كونه فاضلاً وعظيماً ومجاهداً وإماماً لا يعني أنه لا يخطئ ولا يسهو ولا يذنب، لكن المتعصبة لا يقبلون هذا منه بل يريدون صورة أخرى رسموها بأنفسهم وألزموا بها الإمام علي والمؤمنين!

٢ - قول الإمام علي في "نهج البلاغة" لأنصاره: (فلا تكفو عن مقالة بحق أو مشورة بعدل، فإني لست في نفسي بفوق أن أخطئ، ولا آمن ذلك من فعلي إلا أن يكفي الله من نفسي ما هو أملك به مني) (١).

٣ - قول الإمام علي في "نهج البلاغة" أيضاً:

(الحمد لله الذي لم يصبح بي ميتاً ولا سقيماً، ولا مضروباً على عروقي بسوء ولا مأخوذاً بأسوء عملي، ولا مقطوعاً دابري، ولا مرتداً عن ديني، ولا منكراً لربي ولا مستوحشاً من إيماني، ولا ملتبساً عقلي، ولا معذباً بعذاب الأمم من قبلي.

أصبحت عبداً مملوكاً ظالماً لنفسي لك الحجة علي ولا حجة لي، لا أستطيع أن آخذ إلا ما أعطيتني ولا أتقي إلا ما وقيتني اللهم إني أعوذ بك أن أفتقر في غناك أو أضل في هداك، أو أضام في سلطانك، أو اضطهد والأمر لك، اللهم اجعل نفسي أول كريمة تنتزعها من كرائمي وأول وديعة ترتجعها من ودائع نعمك عندي، اللهم إنا نعوذ بك أن نذهب عن قولك أو نفتتن عن دينك، أو تتابع بنا أهواؤنا دون الهدى الذي جاء من عندك) (٢).


(١) نهج البلاغة - رقم (٢١٦) – (من خطبة له بصفين).
(٢) نهج البلاغة – رقم (٢١٥) - (ومن دعاء كان يدعو به عليه السلام كثيراً).

<<  <   >  >>