ويقول الزركشي في "البرهان في علوم القرآن ٢/ ١٩٧": (وقد يكون اللفظ مقتضياً لأمر ويحمل على غيره لأنه أولى بذلك الاسم منه وله أمثلة منها: تفسيرهم السبع المثاني بالفاتحة مع أن الله تعالى أخبر أن القرآن كله مثاني. ومنها قوله عن أهل الكساء (هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً) وسياق القرآن يدل على إرادة الأزواج وفيهن نزلت ولا يمكن خروجهن عن الآية، لكن لما أريد دخول غيرهن قيل بلفظ التذكير {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْت} فعلم أنّ هذه الإرادة شاملة لجميع أهل البيت الذكور والإناث بخلاف قوله {يَا نِسَاء النَّبِيِّ} ودل أنّ علياً وفاطمة أحق بهذا الوصف من الأزواج). ومنها قوله صلى الله عليه وسلم عن المسجد الذى أسس على التقوى هو مسجدي هذا وهو يقتضي أن ما ذكره أحق بهذا الاسم من غيره، والحصر المذكور حصر الكمال كما يقال هذا هو العالم العدل وإلا فلا شك أنّ مسجد قباء هو مؤسس على التقوى وسياق القرآن يدل على أنه مراد بالآية).
ثالثاً: هناك روايات شيعية تؤكد عدم عصمة الأئمة، فمن افترض دلالة الآية على عصمة أهل الكساء فأين هو من هذه النصوص الشيعية الملزمة؟
والنصوص كثيرة لكن حسبي أن أذكر منها ما يلي:
١ - قول الإمام علي في دعائه (اللهم اغفر لي ما أنت أعلم به مني فإن عدت فعد علي بالمغفرة، اللهم اغفر لي ما وأيت من نفسي ولم تجد له وفاء عندي، اللهم اغفر لي ما تقربت به إليك بلساني ثم خالفه قلبي، اللهم اغفر لي رمزات الألحاظ وسقطات الألفاظ وسهوات الجنان وهفوات اللسان)(١).
(١) نهج البلاغة – رقم (٧٨) - (ومن كلمات كان يدعو بها عليه السلام).