للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المرق، فقال: قد أكلنا الآن منها جميعاً، فالمتعة أفضل من القارن السايق الهدى وخير من الحج المفرد وقال: إذا استمتع الرجل بالعمرة، فقد قضى ما عليه من فريضة المتعة. وقال ابن عباس: دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة) (١).

ولو كانت فاطمة الزهراء رضي الله عنها معصومة لما أنكر عليها الإمام علي بن أبي طالب وذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مستفتياً ومحرشاً عليها (كما في الرواية)، فإنّ المعصوم لا يُخالف الشرع فكيف جاز للإمام علي أن يظن ذلك في فاطمة إن كانت بالفعل معصومة؟!

٧ - ذكر الشيخ الرضي (٢) في كتابه "خصائص الأئمة" أنّ بعض عمال الإمام علي قد أنفذوا إليه فيما أنفذوه من مال الفيء قطفاً غلاظاً، وكان عليه السلام يفرق كل شئ يحمل إليه من مال الفئ لوقته ولا يؤخره، وكانت هذه القطف قد جاءته مساء، فأمر بعدها ووضعها في الرحبة ليفرقها من الغد، فلما أصبح عدها فنقصت واحدة فسأل عنها فقيل له: إنّ الحسن بن علي عليهما السلام استعارها في ليلته على أن يردها اليوم، فهرول عليه السلام مغضباً إلى


(١) علل الشرائع ص٤١٢ (باب العلة التي من أجلها لم يتمتع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالعمرة إلى الحج) ومثله مع اختلاف ألفاظ يسيرة (من لا يحضره الفقيه ٢/ ٢٣٧ باب حج نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ونزول المتعة.
(٢) محمد بن الحسين بن موسى الموسوي البغدادي، ذكره الخوانساري في "روضات الجنات ٦/ ١٧٧" فقال: (العالم العفيف والعلم الغطريف والعنصر اللطيف والسيد الشريف والأيد المنيف ... أخو سيدنا المرتضى علم الهدى، والملقب بالسيد الرضي عند الأحبة والعدى، لم يبصر بمثله إلى الآن عين الزمان، في جميع ما يطلبه إنسان العين من عين الإنسان، فسبحان الذي ورّثه غير العصمة والإمامة ما أراد من قِبل أجداده الأمجاد وجعله حجة على قاطبة البشر في يوم الميعاد، وأمره في الثقة والجلالة أشهر من أن يُذكر).

<<  <   >  >>