للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١١ - أما علي بن الحسين "زين العابدين" وسائر الأئمة الإثني عشر فمع أنهم ليسوا من أهل الكساء لكن الشيعة الإثنى عشرية يذهبون إلى عصمتهم وإلى دخولهم في التطهير الذي ذكرته الآية دون غيرهم من آل البيت، مع ثبوت روايات شيعية كثيرة نافية لعصمتهم.

ففي الصحيفة السجادية الجامعة لأدعية الإمام علي بن الحسين "زين العابدين" (١) ما نصه: (في المناجاة عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام، قال: كان من دعاء علي بن الحسين عليهما السلام: إلهي، إن كنت عصيتك بارتكاب شئ مما نهيتني، فإني قد أطعتك في أحب الأشياء إليك، الإيمان بك، منا منك به علي لا مناً مني به عليك. وتركت معصيتك في أبغض الأشياء إليك أن أجعل لك شريكاً، أو أجعل لك ولداً أو نداً. وعصيتك على غير مكابرة ولا معاندة، ولا استخفاف مني بربوبيتك ولا جحود لحقك، ولكن استزلني الشيطان بعد الحجة علي والبيان. فإن تعذبني فبذنوبي غير ظالم لي، وإن تغفر لي، فبجودك ورحمتك يا أرحم الراحمين) (٢).


(١) قال العلامة آغا بزرك طهراني في موسوعته "الذريعة إلى تصانيف الشيعة ١٣/ ٣٤٥" متحدثاً عن مكانتها عند الشيعة: (هي على جانب عظيم من الأهمية ومن يتصفحها ويتأمل معانيها يعرف شيئا عن مكانة الإمام عليه السلام ويعني بها شيعة أهل البيت عناية بالغة فقد سماها العلامة ابن شهرآشوب في "معالم العلماء" عند ترجمته للمتوكل بن عمير ب‍ـ (زبور آل محمد) وعند ترجمته ليحيى بن علي بن محمد الحسيني الدلفي بـ (إنجيل أهل البيت). وقد خصها الأصحاب بالذكر في إجازاتهم واهتموا بروايتها منذ القديم وتوارث ذلك الخلف عن السلف وطبقة عن طبقة وتنتهي روايتها إلى الإمام الباقر وزيد الشهيد ابني الإمام زين العابدين، ويأتي ذكر ذلك في محله مفصلاً. وبالنظر لعظيم مكانة الإمام ومزيد أهمية هذه الأدعية ألفت الشروح الكثيرة لهذه الصحيفة، كما ألفت صحائف أخرى جمعت بقية أدعيته مما لم يذكر في هذه الصحيفة المسماة بالكاملة أو الأولى، وهي الصحيفة الثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة، والثامنة).
(٢) الصحيفة السجادية (جمع الشيخ محمد باقر نجل الشيخ المرتضى الموحد الأبطحي الأصفهاني) ص٤٩٧

<<  <   >  >>