للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال: ما قلتم لأبي محمد وما قال لكم؟ فأخبروه فقال: لو أنني المسؤول ما كان عندي فيها أكثر مما قال ابني).

فهذا هو الإمام الحسن يقول لمن استفتاه، وعلى رؤوس الأشهاد، بعبارة فصيحة، لا تلجلج فيها ولا تتعتع: إنّ فتواي يا عباد الله تحتمل الصواب والخطأ، فما كان صواباً فبفضل الله تعالى ثم بفضل العلوم التي استفدتها من أمير المؤمنين، وما كان خطأ فهو من نفسي القاصرة الجاهلة، إنما أنا في ذلك على طريقة أئمة المسلمين المجتهدين، ربما أصابوا، وربما أخطؤوا.

١٠ - أما الإمام الحسين فقد روى أحد كبار رواة الشيعة (أبو مخنف الأزدي) في قصة مقتله عليه سلام الله ما جرى بين ابن عباس وبينه من النصح له في ألا يخرج إلى العراق فقال: (ثم قال ابن عباس: لقد أقررت عين ابن الزبير بتخليتك إياه والحجاز والخروج منها وهو يوم لا ينظر إليه أحد معك، والله الذي لا إله إلا هو لو أعلم أنك إذا أخذت بشعرك وناصيتك حتى يجتمع علي وعليك الناس أطعتني لفعلت ذلك) (١).

ولو كان ابن عباس (ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) وأحد رجالات الإمام علي بن أبي طالب يعتقد بعصمة الإمام الحسين لما خاطبه بهذا الأسلوب، ولما أشار عليه بالذهاب إلى اليمن (٢) وخطّأ رأي الإمام الحسين في اختيار العراق.


(١) مقتل الحسين (ع) لأبي مخنف الأزدي ص٦٥
(٢) كما في بعض الروايات

<<  <   >  >>