أخوك على قطيعتك أقوى منك على صلته، ولا يكونن على الإساءة أقوى منك على الإحسان. لا يكبرن عليك ظلم من ظلمك فإنه يسعى في مضرتك ونفعك وليس جزاء من سرك أن تسوءه).
وقال:(يا بني وإياك ومشاورة النساء، فإنّ رأيهن إلى أفن، وعزمهن إلى وهن، واقصر عليهن حجبهن فهو خير لهن).
ووالله إنه لا يُعقل أن ينصح الإمام علي ابنه الحسن مثل هذه الوصية إلا وهو يرى أنّ ابنه ليس بمعصوم، وإلا فلِم يوصيه بتذكر الآخرة والخشية من الذنوب وآفات النفوس كالطمع والظلم والاتكال على المنى، ومن الخطأ في اختيار الأصدقاء والتعامل مع الناس ومن مشورة النساء إن كان يعلم أنه معصوم من الذنوب بل ومن الخطأ والسهو والنسيان؟!
٩ - روى الكليني في "الكافي" بسند صححه المجلسي في "مرآة العقول ٢٣/ ٣٠٩" عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر وأبا عبد الله عليهما السلام يقولان: بينا الحسن بن علي عليهما السلام في مجلس أمير المؤمنين (ع) إذ أقبل قوم فقالوا: يا أبا محمد أردنا أمير المؤمنين عليه السلام، قال: وما حاجتكم؟ قالوا: أردنا أن نسأله عن مسألة قال: وما هي تخبرونا بها، فقالوا: امرأة جامعها زوجها فلما قام عنها قامت بحموتها فوقعت على جارية بكر فساحقتها فألقت النطفة فيها فحملت فما تقول في هذا؟
فقال الحسن (ع): معضلة وأبو الحسن لها، وأقول: فإن أصبت فمِن الله ثم من أمير المؤمنين (ع) وإن أخطأت فمن نفسي فأرجو أن لا أخطئ إن شاء الله، يعمد إلى المرأة فيؤخذ منها مهر الجارية البكر في أول وهلة لأنّ الولد لا يخرج منها حتى تشق فتذهب عذرتها ثم ترجم المرأة لأنها محصنة ثم ينتظر بالجارية حتى تضع ما في بطنها ويرد الولد إلى أبيه صاحب النطفة ثم تجلد الجارية الحد، قال: فانصرف القوم من عند الحسن (ع) فلقوا أمير المؤمنين (ع)