للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٢ - أما الإمام الباقر فهذه الرواية كافية لدحض دعوى عصمته:

روى الكليني في "الكافي" بسند حكم المجلسي بأنه (حسن أو موثّق) (١) عن عبد الملك قال: وقع بين أبي جعفر وبين ولد الحسن (عليهما السلام) كلام فبلغني ذلك، فدخلت على أبي جعفر (ع) فذهبت أتكلم فقال لي: مه، لا تدخل فيما بيننا فإنما مثلنا ومثل بني عمّنا كمثل رجل كان في بني إسرائيل كانت له ابنتان فزوّج إحداهما من رجل زرّاع وزوّج الأخرى من رجل فخّار، ثم زارهما فبدأ بامرأة الزرّاع فقال لها: كيف حالكم؟ فقالت: قد زرع زوجي زرعاً كثيراً، فإن أرسل الله السماء فنحن أحسن بني إسرائيل حالاً، ثم مضى إلى امرأة الفخّار فقال لها: كيف حالكم؟ فقالت: قد عمل زوجي فخّاراً كثيراً فإن أمسك الله السماء فنحن أحسن بني إسرائيل حالاً، فانصرف وهو يقول: اللهم أنت لهما، وكذلك نحن).

قال المجلسي في شرح الخبر: (قوله: (وكذلك نحن) أي: ليس لكم أن تحاكموا بيننا لأنّ الخصمين كليهما من أولاد الرسول، ويلزمكما احترامهما لذلك، فليس لكم أن تدخلوا بينهم فيما فيه يختصمون كما أنّ ذلك الرجل لم يرجّح جانب أحد صهريه، ووكل أمرهما إلى الله تعالى) (٢) فأين العصمة المدّعاة؟!

١٣ - أما الإمام جعفر الصادق فقد روى ابن بابويه القمي عنه أنه كان يدعو بهذا الدعاء: (إلهي كيف أدعوك وقد عصيتك، وكيف لا أدعوك وقد عرفت حبك في قلبي، وإن كنت عاصياً مددت إليك يداً بالذنوب مملوءة، وعيناً بالرجاء ممدودة، مولاي أنت عظيم العظماء وأنا أسير الأسراء، أنا أسير بذنبي مرتهن بجرمي، إلهي لئن طالبتني بذنبي لأطالبنك بكرمك


(١) مرآة العقول ٢٥/ ١٩٤
(٢) المصدر نفسه

<<  <   >  >>