ومثل هذا الخبر لا دخل له عند جمهور المسلمين بالعصمة، لأنهم يعتقدون أنّ النسيان والسهو أمرٌ عارضٌ للمعصوم ولغير المعصوم، أما الشيعة الإثنا عشرية فيرون أنّ المعصوم منزّه عن السهو والنسيان والخطأ، ولذلك صح الاستدلال بهذه الرواية عليهم.
١٤ - أما الإمام موسى الكاظم فقد روى المجلسي في "بحار الأنوار ٩١/ ١٨٢" عن علي ابن مهزيار أنه قال: سمعت مولاي موسى بن جعفر صلوات الله عليه يدعو بهذا الدعاء وهو دعاء الاعتقاد: (إلهي إنّ ذنوبي وكثرتها قد غبرت وجهي عندك، وحجبتني عن استئهال رحمتك، وباعدتني عن استنجاز مغفرتك، ولولا تعلقي بآلائك، وتمسكي بالرجاء لما وعدت أمثالي من المسرفين، وأشباهي من الخاطئين، بقولك {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم} وحذرت القانطين من رحمتك فقلت: {وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّون} ثم ندبتنا برحمتك إلى دعائك فقلت: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِين (} إلى آخر الدعاء.
ولا يجوز شرعاً وعقلاً أن يدعو الإنسان ربه عز وجل ويطلب منه مغفرة ذنوبه عبثاً لكونه معصوماً عنها بل وعن الخطأ والنسيان والسهو البشري!
ومثل هذه الروايات كثير لمن أراد التتبع.
رابعاً: الرجس المذكور في آية التطهير هو الشك
فهناك روايات صحيحة السند عند الشيعة عن أئمة آل البيت تثبت أنّ ما ذهب إليه علماء الشيعة في تفسير (الرجس) المذكور في الآية يخالف تفسير أئمة أهل البيت أنفسهم!