حال المعصومين عند الإمامية، والزيدية لا يرون بعصمة الإمام، وأئمتهم كذلك لا يدينون بذلك، وهم لا ينفذون ظلم ظالم، ولا ينزلون على حكم غاشم، يرى قائمهم ملء الأرض جنوداً بشطر عينه، ويقدم إلى الموت بعد التيقن لموافاة حينه، يلقى الرماح باسماً والصفاح ضاحكاً.
وذلك مشهور لا يحتاج إلى برهان، ولا تعلم منه المعاصي سراً ولا جهراً، فانظر إلى هذين الأمرين ما أعجبهما!
رووا المعاصي على أئمتهم كرّمهم الله عنهما وشرّف أقدارهم عن حكايتهم فيهم، وقالوا: لا بد من العصمة فيهم!
وهؤلاء أئمة الزيدية لا تطور المعاصي ديارهم، ولا تنكسر من مهابة الظالمين أبصارهم بل روعاتهم منهم كل يوم مجددة، وسيوفهم عليهم مجردة.
وهم لهم شجى في الحلوق لا يسيغه السلسال، وقذى في العيون تصغر عنه الأجدال، فكيف يبعدون من هذه حاله عن الإمامة وينفون عنه السلامة، ويوجبون عقد الإمامة والنص بالزعامة لمن لم يدعها، ولا يلتزم أحكامها ولا ينفذها بل نفذت أحكام الظالمين عليه في نفسه وأشياعه وأعوانه وأتباعه وأضافوا إليه تغيير الأحكام ولبس الحلال بالحرام، قالوا: والتقية تجيز ذلك!).
فإنّ التناقض في موضوع العصمة لا يقف عند سوء الاستدلال بالنصوص وتحميلها ما لا تحتمل بل يتعدى ذلك إلى الواقع التاريخي والروائي الشيعي وفوق هذا كله النسيج البنائي للمذهب الذي يفترض التقية في أفعال الأئمة ومهابتهم للظالمين ومسالمتهم له وغيرها من الموبقات والتي من شأنها أن تفرض عدم جواز الائتمام بالأئمة الإثني عشر.