للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سابعاً: التطهير من الرجس لا يعني إثبات العصمة

فكما أنّ كلمة (الرجس) لا يراد بها ذنوب الإنسان وأخطاؤُه في الاجتهاد وإنما يُراد بها لغة

القذر والنتن والنجاسات المعنوية والحسية (١)، ويُراد بها شرعاً معنى خاص هو (الشرك) كما في روايات الأئمة المذكورة آنفاً وبعض أقوال المفسرين أو يُراد بها شرعاً (العذاب) كما ذهب إلى ذلك بعض العلماء، فإنّ كلمة (التطهير) أيضاً لا تعني إثبات العصمة لمن وقع عليه التطهير.

فإنّ الله عز وجل يريد تطهير كل المؤمنين وليس أهل البيت فقط، وإن كان أهل البيت هم أولى الناس وأحقهم بالتطهير.

فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم عن صحابة رسوله {مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ} (٢) وقال {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا} (٣) وقال {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِين} (٤) فكما أخبر الله عز وجل بأنه يريد تطهير أهل البيت أخبر كذلك بأنه يريد تطهير المؤمنين، فإن كان في إرادة التطهير وقوع للعصمة لحصل هذا للصحابة ولعموم المؤمنين الذين نصت الآيات على إرادة الله عز وجل تطهيرهم.


(١) قال الشوكاني في "إرشاد الفحول ١/ ١٢٤": (لا يخفاك أنّ كون الخطأ رجس لا يدل عليه لغة ولا شرع فإنّ معناه في اللغة القذر ويطلق في الشرع على العذاب كما في قوله سبحانه {قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَب} وقوله {مِّن رِّجْزٍ أَلِيم} والرجز الرجس).
(٢) سورة المائدة آية ٦
(٣) سورة التوبة آية ١٠٣
(٤) سورة البقرة آية ٢٢٢

<<  <   >  >>