وهنا تظهر المزاجية في تفسير آية المباهلة حين يتجاهل علماء الشيعة كل هذه النصوص ثم يأتون إلى هذه الآية الكريمة فيبالغون في معناها إلى حد قولهم بأنّ علياً هو نفس محمد صلى الله عليه وآله وسلم سوى النبوة!
ولعلي أشير هنا إلى رواية شيعية تبين أنّ إطلاق لفظ أنفسنا على الأخ أو القريب أو أرباب الفئة الواحدة شيء متعارف عليه عند الناطقين بالعربية.
روى الكليني عن الإمام جعفر الصادق أنه قال: بعث أمير المؤمنين (ع) عبد الله بن العباس إلى ابن الكواء وأصحابه وعليه قميص رقيق وحُلّة، فلما نظروا إليه قالوا: يا ابن عباس، أنت خيرنا في أنفسنا وأنت تلبس هذا اللباس، فقال: وهذا أول ما أخاصمكم فيه {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْق} وقال {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِد}(١).
فهل بعد هذه الدلائل القرآنية وبعد هذه الرواية الشيعية من كلمة يقولها المغالي؟
ثانياً: اعترف أحد أقطاب الشيعة وهو الشيخ الرضّي أنّ قوله تعالى {أَنفُسَنَا} لا يعني أنّ علياً رضي الله عنه هو نفس رسول الله كما يقول الشيعة.
يقول الشيخ الرضيّ في كتابه "حقائق التأويل في متشابه التنزيل ص١١٣" في تفسير الآية الكريمة: (قال بعض العلماء: إنّ للعرب في لسانها أن تخبر عن ابن العم اللاصق والقريب المقارب بأنه نفس ابن عمه، وأنّ الحميم نفس حميمه، ومن الشاهد على ذلك قول الله تعالى
(١) الكافي ٦/ ٤٤١ - كتاب الزي والتجمل - باب اللباس – حديث رقم (٦).