للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسلم يوافي الموسم ونلقاه ويصنع فيها ما أراه الله، فانصرف راجعاً، وحمل الخمس وساق معه ما كان ساق فلما كان بالفتق تعجل) (١).

وقد تجلى سخط الجيش على علي بن أبي طالب فيما رواه الترمذي في جامعه عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جيشاً واستعمل عليهم علي بن أبي طالب فمضى في السرية فأصاب جارية فأنكروا عليه، وتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا: إذا لقينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخبرناه بما صنع علي، وكان المسلمون إذا رجعوا من السفر بدءوا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسلموا عليه ثم انصرفوا إلى رحالهم، فلما قدمت السرية سلموا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله، ألم تر إلى علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم قام الثاني فقال مثل مقالته فأعرض عنه ثم قام الثالث فقال مثل مقالته فأعرض عنه ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والغضب يعرف في وجهه، فقال: ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إنّ علياً مني وأنا منه، وهو وليُّ كل مؤمن من بعدي) (٢).

قال المؤرخ ابن كثير: (إنّ علياً رضي الله عنه لمّا كثر فيه القيل والقال من ذلك الجيش بسبب منعه إياهم استعمال إبل الصدقة واسترجاعه منهم الحلل التي أطلقها لهم نائبه لذلك


(١) المصدر السابق
(٢) جامع الترمذي – كتاب المناقب – باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه – حديث رقم (٣٧١٢) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان، وجعفر بن سليمان شيعي مُختلف في روايته، فبعضهم أخذ بروايته هذه دون ملاحظة انفراده بزيادة (من بعدي) وبعضهم لحظها وعدّ الزيادة من مناكيره.

<<  <   >  >>