للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لما رجع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من حجته وتفرغ من مناسكه، وفي طريقه إلى المدينة مرّ بغدير خم فقام في الناس خطيباً فبرأ ساحة علي، ورفع قدره ونبّه على فضله ليزيل ما وقر في قلوب كثير من الناس) (١).

ولذلك أخّر رسول الله صلى الله عليه وآله الكلام إلى أنّ رجع إلى المدينة ولم يتكلم وهو في مكة أو يوم عرفة حيث اجتمع المسلمون وإنما أرجأ الأمر إلى طريق العودة لأنّ الأمر متعلق بأهل المدينة الذين تكلموا في علي والذين كانوا مع علي في الغزو.

رابعاً: (وهو الأهم): لفظ (مولى) لا يخدم النظرية الإمامية، والاستشهاد بلفظ (مولى) على معنى الوصاية والوزارة جهل باللغة العربية، فإنّ الولاية بالفتح هي ضد العداوة والاسم منها (مولى، ووليّ)، والولاية بكسر الواو هي الإمارة، والاسم منها (والي ومتولي) والموالاة ضد المعاداة، كقوله تعالى {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ} (٢) وقال {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْض} (٣) والآيات في هذا المعنى كثيرة (٤).

ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فصيح بليغ ولو أراد من الحديث معنى الإمامة كما يفهمها الشيعة الإثنا عشرية لصرّح بذلك بأنسب عبارة وأوضح تعبير دون استخدام لفظ بعيد عن معنى الإمامة والولاية ويحتمل أكثر من معنى، كل معنى من تلك المعاني أبعد ما يكون عن مدلول الإمامة.


(١) البداية والنهاية ٥/ ٩٥
(٢) سورة محمد آية ١١
(٣) سورة التوبة آية ٧١
(٤) الفيروز أبادي في القاموس – مادة (ولي).

<<  <   >  >>