للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يريده الشيعة فماذا يقولون في تشبيه أبي بكر وعمر بأولي العزم من الرسل الذين هم بلا شك أفضل من هارون عليه السلام؟

روى شيخ الطائفة الطوسي في كتابه "الأمالي" عن ابن مسعود قوله: لما كان يوم بدر وأُسرت الأسرى، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما ترون في هؤلاء القوم؟ فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله هم الذين كذّبوك وأخرجوك فاقتلهم، ثم قال أبو بكر: يا رسول الله هم قومك وعشيرتك ولعلّ الله يستنقذهم بك من النار، ثم قال عبد الله بن رواحة: أنت بواد كثير الحطب، فاجمع حطباً فالهب فيه ناراً وألقهم فيه، فقال العباس بن عبد المطلب: قطعك رحمك، قال: ثم إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قام فدخل وأكثر الناس في قول أبي بكر وعمر، فقال بعضهم: القول ما قال أبو بكر، وقال بعضهم: القول ما قال عمر، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: ما اختلافكم يا أيها الناس في قول هذين الرجلين: إنما مثلهما مثل إخوة لهما ممن كان قبلهما: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام، قال نوح {رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً} (١) وقال ابراهيم {فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيم} (٢) وقال موسى {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيم} (٣) وقال عيسى {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم} (٤) (٥).


(١) سورة نوح آية ٢٦
(٢) سورة إبراهيم آية ٣٦
(٣) سورة يونس آية ٨٨
(٤) سورة المائدة آية ١١٨
(٥) أمالي الطوسي ص٢٦٧ وبحار الأنوار ١٩/ ٢٧١

<<  <   >  >>