للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول الشيخ عباس القمي في كتابه "منتهى الآمال ص٢٠٧": (وكان إسماعيل أكبر إخوته – أي أكبر إخوة موسى -، وكان أبو عبد الله عليه السلام شديد المحبة له والبر به والإشفاق عليه وكان قوم من الشيعة يظنون أنه القائم من بعد أبيه والخليفة من بعده، إذ كان أكبر إخوته سناً، ولميل أبيه إليه وإكرامه له).

وقد احتار الشيعة آنذاك في هذه المسألة ... كيف يكون الإمام هو موسى في حين أنّ إسماعيل هو أحب الأبناء إلى أبيه (١).

فجاء نص صريح وجميل جداً ليضع النقاط على الحروف في هذه المسألة وهو ما رواه الكليني بسنده عن الإمام موسى الكاظم أنه حدّث ابن سليط عن رغبته في أن تكون الإمامة لابنه القاسم قائلاً: (ولو كان الأمر إليّ لجعلته في القاسم ابني لحبّي إيّاه ورأفتي عليه ولكن ذلك إلى الله عز وجل) ثم ذكر لابن سليط رؤيا منام رأى فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخبره بخروج الأمر منه إلى ابنه قائلاً: (والأمر قد خرج منك إلى غيرك، فقلت – أي الإمام الكاظم -: يا رسول الله أرنيه أيّهم هو؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما رأيت من الأئمة أحداً أجزع على فراق هذا الأمر منك ولو كانت الإمامة بالمحبة لكان إسماعيل أحب إلى أبيك منك ولكن ذلك من الله عز وجل ..) (٢).


(١) والإمام عند الشيعة الإثنى عشرية معصوم ومنزّه عن مخالفة أمر الله تعالى، فلا يصح عند الإمامية أن يحب الإمام ابناً له ويُقرّبه فوق حب وتقريب الإمام المنصوص عليه وإلا كان مخالفاً لأمر الله وتعالى ومحباً لغير ما أحبه الله تعالى، ولكان النص على ابنه المقرّب من نفسه أحب إليه من النص على ابنه الآخر المنصوص عليه شرعاً!! ومن فمك أدينك.
(٢) الكافي – كتاب الحجة – باب الإشارة والنص على أبي الحسن الرضا (ع) – رواية رقم (١٤) وإعلام الورى بأعلام الهدى ٢/ ٤٨ - ٤٩ ومدينة المعاجز لهاشم البحراني ٦/ ٢٥١ رواية رقم (٥٨).

<<  <   >  >>