للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورغم أنّ نقاشنا المذهبي انقطع بعد هذه الدقائق المعدودة التي تكلمنا بها وكان للسيد نصيب الأسد فيها بحكم اطلاعه على الخلاف السني والشيعي أكثر منا إلا أنّ نفسي باتت متشوقة لمعرفة أبعاد هذا الموضوع أكثر من أي وقت مضى.

وكأنّ الله تعالى أراد لي أن أدخل هذا المعترك بقوة، فما زالت التساؤلات والمواقف تجرني جراً حتى جاء اليوم الذي أهدتني فيه إحدى الشيعيات كتاباً اسمه "ثم اهتديت" لمحمد التيجاني السماوي، أرسلته لي عن طريق صديقة والدتي الإيرانية، سائلة المولى عز وجل أن يهديني ويرشدني إلى الحق!

ولا أخفيك حديثاً إذا ما قلت بأنّ الكتاب كان قوياً بالنسبة لي لأول وهلة، إذ لم أكن قد قرأت أو تعلمت قبل قراءتي لهذا الكتاب شيئاً عن تاريخ الفتنة أو حادثة السقيفة أو بعض أحاديث فضائل الإمام علي التي يستدل بها الشيعة الإثنى عشرية على إمامته رضي الله عنه.

لكني أفقت من هذا الاستغراب على جُملة من الصدمات التي لا يمكن السكوت حيالها فالكتاب يطال كبار الصحابة ورموز الإسلام ويشهد عليهم بالردة والإحداث في الدين هكذا وبكل بساطة ودون حياء من الله ولا من الناس!

إنّ من حق التيجاني أن يعتقد أنّ عبد القادر الجيلاني هو سيد الأولياء وأنّ الكعبة تطوف بخيامه كما كان يعتقد ذلك أيام تصوفه (١) أو يرى العذر لليهود والنصارى في عنادهم للحق ويجّرم بالمقابل أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم كما اعتقد ذلك بعد هدايته المزعومة (٢)، فله ربٌ يحاسبه ويجازيه على ما اعتقد.


(١) ثم اهتديت ص٣٤] حواره مع منعم [
(٢) المصدر نفسه ص٨٠

<<  <   >  >>