وأنا أتساءل متعجباً، كيف يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لقومٍ رفضوا مؤازرته ونصرته بل وحاربوه:(هذا خليفتي فاسمعوا له وأطيعوا؟!)، هم أنفسهم لم يطيعوا النبي المرسل فهل سيطيعون صبياً صغيراً؟!
ولو فرضنا أنّ النص كان كالتالي:(إنّ هذا أخي وخليفتي من (بعدي)) وليس (فيكم) كما في الرواية الثانية، فهل هم أطاعوا النبي في الحاضر حتى يطيعوا خليفته من بعده؟! كأنّ الخطاب لجمع من المسلمين وليس لجمع من رؤوس الكفر!
سبحان الله حتى المشركون أكثر فهماً من هؤلاء الذي يستدلون بالحديث على معنى الإمامة، لذلك خرجوا يضحكون على مثل هذا الكلام العجيب، ويقولون لأبي طالب، قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع!
٧ - ذكر المجلسي في "بحار الأنوار" روايتين مهمتين في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم قُبيل وفاته، وهما تثبتان بما لا يدع مجالاً للشك بأنّ حديث الدار لا يدل من قريب ولا بعيد على النص على الإمام علي.
فروى عن الإمام زيد بن علي عليه السلام قال: لما حضرت رسول الله صلى الله عليه وآله الوفاة ورأسه في حجر علي عليه السلام، والبيت غاصّ بمن فيه من المهاجرين والأنصار والعباس قاعد قدّامه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عبّاس، أتقبل وصيّتي وتقضي ديني وتنجز موعدي؟ فقال: إني امرؤ كبير السن، كثير العيال، لا مال لي، فأعادها عليه ثلاثاً كل ذلك يردها عليه، فقال رسول الله: سأعطيها رجلاً يأخذها بحقّها لا يقول مثل ما تقول ثم قال: يا علي، أتقبل وصيتي وتقضي ديني وتنجز موعدي؟ قال: فخنقته العبرة، ولم يستطع أن يجيبه، ولقد رأى رأس رسول الله صلى الله عليه وآله يذهب ويجيء في حجره، ثم أعاد