٨ - لم يصح في شأن الدار حديث كما بيّنتُ لكن أقوى ما ورد من الروايات في هذا الباب روايتان:
الأولى: ما رواه الإمام أحمد في مسنده عن عبّاد بن عبد الله الأسدي عن علي بن أبي طالب قال: لما نزلت هذه الآية {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِين} قال: جمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أهل بيته، فاجتمع ثلاثون، فأكلوا وشربوا، قال: فقال لهم: (من يضمن عني ديني ومواعيدي، ويكون معي في الجنة، ويكون خليفتي في أهلي؟) فقال رجل – لم يسمِّه شريك: يا رسول الله، أنت كنت بحراً، من يقوم بهذا؟! قال: ثم قال لآخر، قال: فعرض ذلك على أهل بيته، فقال علي: أنا) (١).
والحديث ضعيف كما هو معلوم لضعف شريك بن عبد الله النخعي وعبّاد بن عبد الله الأسدي، لكنه أقوى سنداً بل متناً من الحديث الذي يستدل به علماء الشيعة الإثني عشرية عادة.
والثانية: رواها الإمام أحمد في مسنده عن ربيعة بن ناجذ عن علي رضي الله عنه أنه قال: (جمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بني عبد المطلب فيهم رهط كلهم يأخذ الجذعة ويشرب الفرق، قال: فصنع لهم مُداً من طعام فأكلوا حتى شبعوا، قال: وبقي الطعام كما هو كأنه لم يُمس ثم دعا بغمر فشربوا حتى رووا وبقي الشراب كأنه لم يُمس أو لم يُشرب، فقال: يا بني عبد المطلب، إني بُعثت إليكم خاصة وإلى الناس عامة، وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم، فأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي؟ قال: فلم يقم إليه أحد، قال: فقمت وكنت أصغر القوم، قال: فقال: اجلس، ثم