للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لعلي: «أنت مني وأنا منك» والحديث في الصحيحين، لكن هذه الفضيلة ليست من فضائل علي التي اختُصّ بها عن غيره من الصحابة.

فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الأشعريين: (إنّ الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قلّ طعامُ عيالِهِم بالمدينة، جمعوا ما كان عِندهم في ثوبٍ واحدٍ، ثمّ اقتسَمُوهُ بينهم في إناءٍ واحدٍ، بالسّوِيَّة، فهُم مِنّي وأنا مِنْهُمْ) (١) فذكر فيهم العبارة ذاتها التي ذكرها في الإمام علي.

وخصّ بها رجلاً من أصحابه هو جُليبيب رضي الله عنه كذلك.

فعن أبي برزة رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان في مغزى له (٢)، فأفاء الله عليه، فقال لأصحابه: هل تفقِدون من أحدٍ؟ قالوا: نعم، فلاناً وفلاناً وفلاناً، ثم قال: هل تفقِدون من أحدٍ؟ قالوا: نعم، فلاناً وفلاناً وفلاناً، ثم قال: هل تفقِدون من أحدٍ؟

قالوا: لا، قال: لكنّي أفقد جُليبيباً فاطلبوه، فطُلِبَ في القتلى، فَوَجدُوهُ إلى جَنْبِ سَبْعةٍ قد قَتَلَهُمْ ثم قَتَلوهُ، فأتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فوقف عليه، فقال: قَتَلَ سَبْعَةً ثمّ قَتلُوهُ، هذا مِنّي وأنا مِنْه، هذا مِنّي وأنا مِنه) (٣)

فإن كان في حديث (علي مني وأنا من علي) أو حديث (أنت مني وأنا منك) ما يفيد معنى الإمامة لكانت الأحاديث التي ذكرت جليبيب والأشعريين تفيد المعنى ذاته فكانت الخلافة فيهم وربما في أعقابهم!


(١) رواه البخاري في صحيحه – كتاب الشركة – باب (الشركة في الطعام والنهد) – حديث (٢٤٨٦) ورواه مسلم في صحيحه – كتاب فضائل الصحابة – باب من فضائل الأشعريين– حديث (٢٥٠٠)
(٢) أي في سفر غزو.
(٣) رواه مسلم في صحيحه – كتاب فضائل الصحابة – باب من فضائل جليبيب– حديث (٢٤٧٢).

<<  <   >  >>