للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عشر بأسمائهم، ولا حتى أحاديث آحاد يُمكن الركون إليها دون الشك في مضامينها من الشيعة أنفسهم قبل غيرهم، إذ إنّ هذه الروايات كانت نتاج السرية ورواتها هم (أصحاب السر عند الأئمة) على حد تعبير الخوئي!

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: (ألا يُمكن عقلاً أن تتواطأ هذه القلة القليلة من الأصحاب على إدعاء ما لم يدّعيه الأئمة أنفسهم، خاصة لأنهم لا ينفردون عن الأمة الإسلامية بنقل مثل هذه الروايات فحسب وإنما ينفردون بروايات لم يروها عامة أصحاب الأئمة؟).

ثم من هؤلاء الذين اختصهم الأئمة بأسرارهم دون باقي الخلق؟

يشير الشيخ علي آل محسن في كتابه "لله وللحقيقة" إلى هؤلاء النفر فيقول: (ولا يُتوهّم أنّ استحلال الإمام عليه السلام كتمان بعض أحاديثه عن المخاطبين من الشيعة أو عن أكثر الشيعة يعني كتمان باقي العلوم والمعارف عنهم، وذلك لأنّ الإمامين الصادقين عليهما السلام خصّا كثيراً من أصحابهما كأبي بصير وزرارة ومحمد بن مسلم وغيرهم بعلوم جليلة وأسرار كثيرة) (١).

إنّ هؤلاء الذين ذكرهم الشيخ علي آل محسن ولا يخالفه في أسمائهم أحدٌ من علماء الإمامية ليسوا سوى مجموعة امتهنت الكذب على أهل البيت باعتراف الشيعة أنفسهم!

فإنّ زرارة بن أعين الذي أثنى عليه عبد الحسين الموسوي في "المراجعات" وذكره الشيخ علي آل محسن وجمع غفير من علماء الشيعة الإثني عشرية قديماً وحديثاً قد وردت فيه روايات شيعية معتبرة السند عن الإمام جعفر الصادق في الطعن فيه بل ولعنه!


(١) لله وللحقيقة ص٧٩

<<  <   >  >>