للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كان يتكلم بتلقائية متناهية، لا زلت أتذكر قوله: (لا أدري كيف خرجت الثورة الإسلامية في إيران .. الناس هناك بعيدة عن الدين، الكثيرون يفطرون في نهار رمضان دون مبالاة بإثم أو بفريضة، فضلاً عن تقصيرهم في الصلوات، لو كانت الثورة قد خرجت في العراق لكان الأمر أكثر واقعية، لأنّ الشيعة هناك شيعة بحق، بخلاف إيران التي أرى أن حكومتها شيعية لكن شعبها بعيد كل البعد عن الدين).

بعد أيام من الجلوس معه سألته أسئلة أخرى كان أحدها عن موقفه من علماء الشيعة الذي صرّحوا بوقوع التحريف في القرآن الكريم، فأجابني بقوله: أبداً، لم يقل عالم من علمائنا بتحريف القرآن!

فقلت له: أخي الكريم، نحن الآن في منطقة المكتبات والكتب الشيعية متوفرة، فهل لي أن أريك هذه الأقوال؟

وقد كنت حينها لا أتذكر إلا موضعاً واحداً من تلك المواضع، فخرجنا إلى مكتبة من المكتبات فقال لي: أي كتاب تريد؟

فقلت: "تفسير الصافي" للعلامة الشيعي الكاشاني (١).


(١) محسن بن المرتضى الكاشاني الملقّب بـ"الفيض الكاشاني"، ترجم له الأردبيلي في "جامع الرواة ٢/ ٤٢" بقوله: (العلامة المحقق المدقق جليل القدر، عظيم الشأن رفيع المنزلة، فاضل كامل أديب متبحر في جميع العلوم).
وقال عنه الأميني في موسوعته "الغدير ١١/ ٣٦٢" عند ذكر ابنه "علم الهدى": (علم الفقه وراية الحديث ومنار الفلسفة ومعدن العرفان، وطود الأخلاق، وعباب العلوم والمعارف. هو ابن ذلك الفذ الذي قلّ ما أنتج شكل الدهر بمثيله، وعقمت الأيام عن أن تأتي بمشبهه).

<<  <   >  >>