للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نستغفر الله، قال: فأنا أستغفر الله فسكتوا ولم يتعرض لما كان في دورهم ولا لنسائهم ولا لذراريهم (١).

قلت: ولو كانت أم المؤمنين عائشة عند أحد أدعياء التشيع اليوم لما عرف لها حقها ولا مكانتها ولربما كان أول من يُفتي بجواز سبيها وتعذيبها بل وقتلها.

لكن أيها المسلم ... يا من تشهدت بشهادة أن (لا إله إلا الله. وأنّ محمداً رسول الله) .. أستحلفك بالله الذي رفع السماء بغير عَمَد ... أتستطيع أن تتصور رجلاً يدّعي الإسلام وموالاة أهل البيت يُمكن لقلمه أن يخط وصفاً قبيحاً لزوجة النبي الذي يدّعي أنه يؤمن به؟ واصفاً تلك الأم الطاهرة بأنها (حيوان ضعيف)!!

روى شرف الدين الحسيني الاسترابادي (٢) عن سالم بن مكرم عن أبيه قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في قوله تعالى {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً} (٣) قال: هي الحميراء.

ثم قال الاسترابادي معلّقاً: (ومعنى هذا التأويل إنما كنى عنها بالعنكبوت، لأنّ العنكبوت حيوان ضعيف اتخذت بيتاً ضعيفاً أوهن البيوت وأضعفها لا يجدي نفعاً ولا ينفي ضرا وكذلك الحميراء حيوان ضعيف لقلة حظها وعقلها ودينها اتخذت من رأيها الضعيف وعقلها السخيف في مخالفتها وعداوتها لمولاها بيتاً مثل بيت العنكبوت في الوهن والضعف


(١) مستدرك الوسائل ١١/ ٥٦ (باب حكم سبي أهل البغي وغنائمهم) - حديث رقم (١).
(٢) شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي النجفي، ذكر آغا بُزُرك الطهراني في "الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٣/ ٣٠٤" أنه (تلميذ المحقق الكركي، وقد توفي سنة ٩٤٠هـ).
(٣) سورة العنكبوت آية ٤١

<<  <   >  >>