أسألك بحقي عليك وقرابتي منك، وحق صحبتي إياك، لما دعوت الله (عز وجل) أن يقبضني إليه ...) (١).
فهذا هو الإمام علي - كما تنص على ذلك هذه الرواية الشيعية - يسأل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بحق هذه الصحبة إلا دعا له، والمتعصبة الذين يدّعون التشيع لهذا الإمام الجليل يقللون من شأن هذه الصحبة ولا يعرفون لها قدرها ومنزلتها.
والمرء ليعجب من هؤلاء المتعصبة الذين يرددون دوماً وفي كل حين عبارة (يا ليتنا كنا معكم)، وهم يرجون من كل قلوبهم لو أنهم صحبوا الحسين عليه السلام في ذهابه للعراق فنصروه وذبوا عنه، فيرى أحدهم في صحبته للحسين ابن رسول الله الشرف والقيمة، في حين يقف عند صحابة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو خير الخلق والنبي الخاتم الذي أُرسل للناس كافة، وتمالأت عليه قوى الكفر فنصره هؤلاء وضحوا بدمائهم وأهليهم ووقفوا معه في أحلك الظروف، فيجعل هذا المتعصب صحبة هؤلاء لرسولنا الكريم كصحبة البهيمة للعاقل!
وقاحة ما بعدها وقاحة.
هذه قيمة صحبة رسول الله وهذه هي فضيلتها عند الغلاة الجفاة ... فإلى الله المشتكى .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ...
(١) الأمالي للطوسي ص٥٠١ - ٥٠٢ (المجلس الثامن عشر) - حديث رقم (١٠٩٨).