للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجل) (١) مع أنّ الحديث ضعيف عند علماء الشيعة أنفسهم لوجود (سهل بن زياد) الكذّاب (٢) في سنده!

أو ربما يستدلون بحديث جابر الجعفي وغيره أنّ الإمام جعفر الصادق قال: (والله لو كنا نحدث الناس أو حدثناهم برأينا لكنا من الهالكين ولكنا نحدثهم بآثار عندنا من رسول الله صلى الله عليه وآله يتوارثها كابر عن كابر نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم) (٣) مع أنّ هذه الرواية كافية بحد ذاتها لنسف المذهب كله، إذ كيف يكون رأي الإمام – الذي يُعتقد عصمته – موجباً للهلاك؟!

ثم ما هي تلك الكنوز التي ينسبها الشيعة الإثنا عشرية إلى الأئمة؟

أهي الروايات الشيعية المتواترة القائلة بتحريف القرآن (٤)؟!


(١) الكافي – كتاب فضل العلم – باب (رواية الكتب والحديث) - حديث رقم (١٤).
(٢) قال النجاشي في "رجاله ص١٨٥": (سهل بن زياد أبو سعيد الآدمي الرازي، كان ضعيفاً في الحديث، غير معتمد عليه فيه، وكان أحمد بن محمد بن عيسى يشهد عليه بالغلو والكذب وأخرجه من قم إلى الري وكان يسكنها).
(٣) بصائر الدرجات ص٣٢٠ – باب (في الأئمة أنّ عندهم أصول العلم) - حديث رقم (٦).
(٤) مثل أبي الحسن العاملي في "المقدمة الثانية لتفسير مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار ص٣٦" وعدنان البحراني في "مشارق الشموس الدرية ص١٢٦" والمجلسي في "مرآة العقول ١٢/ ٥٢٥" ويوسف البحراني في "الدرر النجفية ص٢٩٨" الذين نصّوا على تواتر الروايات القائلة بالتحريف صراحة كما سيأتي.
بل إنّ آية الله العظمى أبو القاسم الخوئي – الزعيم الراحل للحوزة العلمية بالنجف- الذي عدّ القول بالتحريف خرافة وشنّع على القائلين به لم يستطع أن يخرج من مأزق كون بعض روايات التحريف ... معتبرة السند في المذهب بل ومقطوع بصدورها عن الأئمة المعصومين حيث يصرّح في كتابه "البيان في تفسير القرآن ص٢٢٦" قائلاً: (إنّ كثيراً من الروايات، وإن كانت ضعيفة السند، فإنّ جملة منها نُقِلت من كتاب أحمد بن محمد السياري الذي اتفق علماء الرجال على فساد مذهبه وأنه يقول بالتناسخ، ومن علي= ... = ابن أحمد الكوفي الذي ذكر علماء الرجال أنه كذاب وأنه فاسد المذهب إلا أن كثرة الروايات تورث القطع بصدور بعضها عن المعصومين عليهم السلام ولا أقل من الاطمئنان بذلك، وفيها ما روي بطريق معتبر فلا حاجة بنا إلى التكلم في سند كل رواية بخصوصها)!!
فأين يذهب الذين يزعمون أنّ نِسبة القول بالتحريف للشيعة الإثني عشرية إنما هو فِرية من أعداء الدين وأعداء أهل البيت عليهم السلام؟! ألا يقرأ هؤلاء ما تُسطّره كتب علمائهم؟!

<<  <   >  >>